دخل الآشوريون في الساحة السياسية للشرق الأوسط عند انتهاء العصر البرونزي كإحدى القبائل المحاربة من الأطراف الشمالية لبلاد ما بين النهرين. عند نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد، تمكن الملك الآشوري تيكولتي نينورتا الأول من التقدم إلى أسفل بلاد النهرين و تمكن من احتلال بابل و بالتالي وضع جميع بلاد ما بين النهرين تحت السيطرة الآشورية. بعد مقتل تيكولتي نينورتا الأول على يد أولاده، تدهورت الإمبراطورية الآشورية طيلة القرون اللاحقة. لكن بحلول مطلع العصر الحديدي، كان الآشوريون قد استرجعوا كامل قوتهم.و خلال حكم آشوربانيبال في وسط القرن السابع قبل الميلاد، كان الآشوريون قد بسطوا سيطرتهم على معظم البلاد بين جبال زاغروس في إيران شرقا، إلى مصر و شرق الأناضول في الغرب: و كانت تلك أكبر إمبراطورية عرفها العالم آنذاك.
كان الفن الآشوري أحد أكثر الفنون التي تهتم بالتفاصيل و الواقعية التي عرفها العالم، و كانت أغلب اللوحات الفنية تصور عمليات الصيد، أو مجد الملوك الآشوريين، الحروب، أو رسومات عنيفة للمذابح و مشاهد تعذيب الأقوام الذين استعبدهم الآشوريون. كان الآشوريون يفتخرون بقمعهم لرعاياهم، و كان الفن بمثابة وسيلة لإرعاب هؤلاء. كان الآشوريون أيضا أول إمبراطورية تخضع الشعوب التي استعمرتها إلى عمليات تهجير قسرية، حيث أنهم أدركوا أن هؤلاء يكونون أقل قابلية للتمرد إذا تم انتزاعهم من بلادهم الأصلية و وضعهم في بلد جديد بلغة و ثقافة غريبتين. و كان من بين الشعوب التي تم تهجيرها، يهود إسرائيل، و الذين تروى قصتهم في كل من الكتاب المقدس أو النصوص الآشورية.
كانت للإمبراطورية الآشورية تأثير أيضا خارج حدودها، حيث أن معظم البحر المتوسط إلى حدود شبه الجزيرة الأيبيرية قد تأثر ببحث الآشوريين عن المعادن. لم يكن الآشوريون بارعين في ميدان الملاحة، لكنهم كانوا يتسامحون مع المدن الفينيقية الساحلية المستقلة شريطة أن يدفع هؤلاء اعترافا بالتاج الآشوري. و كانت حاجة الآشوريين إلى المعادن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الاحتلال الفينيقي لغرب المتوسط.