الاستعمار الفينيقي للبحر المتوسط الإمبراطورية القرطاجية كانت قرطاج في تونس الحالية أهم مستعمرة فينيقية. و تقول الحكاية التقليدية أن تأسيس قرطاج كان على يد الملكة عليسة (أو ديدو)، التي هربت من موطنها الأصلي في صور بعد أزمة خلافة تلت وفاة والدها الملك ماتان الأول. و كبرت قرطاج لتصبح أكبر و أقوى مدينة في غرب المتوسط. و عندما تم احتلال موطن الفينيقيين من طرف البابليين الجدد، أصبحت قرطاج الرائد الرئيسي للفينيقيين المستقلين و كانت غالب المستعمرات الفينيقية في غرب المتوسط تدين لها بالولاء. و استطاعت قرطاج أن تصبح إمبراطورية بحرية عظيمة في شمال إفريقيا، صقلية الغربية، إسبانيا، و جزر غرب المتوسط. (انظر الخريطة 2 ـ 550 ق.م) لكن الإمبراطورية القرطاجية لم تكن تحكم من طرف إمبراطور، لأنها كانت جمهورية، مثل روما، أثينا، و عدد من المدن الكبرى في العالم القديم. كانت قرطاج تحكم من طرف اثنين من الـ "سوفيت" و اللذان كانا ينتخبان من بين أكثر العائلات ثراء و نفوذا. عند احتلال الشرق الأوسط من طرف الإمبراطوريات الهندوـأوروبية، الفرس أولا ثم اليونان المقدينيون تحت الإسكندر الأكبر، كانت الإمبراطورية القرطاجية آخر إمبراطورية سامية رئيسية حتى ظهور الإسلام. لكن، و على الرغم من أن القرطاجيين احتفظوا بلغتهم السامية، إلا أن ثقافتهم تأثرت تدريجيا بالثقافة الهيلينية مع مرور الوقت، إلى درجة أنه لم يكن هناك اختلاف بين الفن و اللباس الإغريقي و القرطاجي في عهد الاسكندر الأكبر. بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، كانت كل من قرطاج و روما القوتين العظمتين في غرب المتوسط، و أدت الاصطدامات فيما بينهما إلى سلسلة من الحروب تسمى الحروب البونيقية. و في الأخير، أثبتت روما أنها أقوى من قرطاج، باحتلال صقلية في الحرب البونيقية الأولى، إسبانيا في الحرب البونيقية الثانية، و أخيرا عبر تدمير قرطاج نفسها في الحرب البونيقية الثالثة. |
|