كان الاسكندر الأكبر ابن الملك المقدوني فيليب الثاني، في شمال اليونان. و تقول الأسطورة أنه عندما كان الاسكندر طفلا، تم إحضار حصان يدعى بوسيفالوس، و كان يقال أن لا أحد يمكنه ترويضه. و قام الاسكندر ،الذي كان بالكاد قد بلغ العاشرة آنذاك، بمراهنة والده بأنه يمكن له ترويض الحصان. و تكلم بشكل مطمئن مع الحصان و قام بإدارته نحو الشمس، بحيث لا يستطيع رؤية ظله، و الذي كان السبب في انزعاجه. و يقول بلوتارخ أن الحادثة قد أدهشت الملك فيليب بشكل كبير حيث قال للصبي،" بنِي، يجب أن تجد مملكة كبيرة كفاية كي تسع طموحاتك. مقدونيا جد صغيرة بالنسبة إليك."(مصدر)
ولج الاسكندر إلى العرش بعد مقتل أبيه في العام 336 قبل الميلاد، و بعد ذلك مباشرة بدأ في التخطيط للحرب ضد الإمبراطورية الأخمينية في فارس، و التي كانت آنذاك القوة العظمى الوحيدة في العالم، تتحكم في مناطق شاسعة تمتد من حدود اليونان، إلى باكتريا (أفغانستان الحالي). بدأ الاسكندر سفره في عام 334 قبل الميلاد، و عند اقتراب سفينته من سواحل الأناضول، قام برمي رمحه على الساحل، معلنا أن كل آسيا ملك له. بعد خمس سنوات من ذلك، كان الاسكندر قد اجتاح الشرق الأدنى، مصر، و بابل و نهب عاصمة الفرس بيرسبوليس، متغلبا على أي جيش يقف في طريقه. لكن الاسكندر كان لا يزال غير راض، فأقنع رجاله أنه للتمكن من إخضاع الفرس بشكل دائم، كان لابد من القضاء على أي جيوب للمقاومة في أي ربع من الإمبراطورية الفارسية، مما يعني أن جيش الاسكندر كان عليه التوجه شرقا نحو آسيا الوسطى. و هكذا استمر جيش الاسكندر في التقدم، سواء شمالا نحو أوزبكستان أو شرقا نحو وادي السند. في هذه المرحلة، بدأ جيش الاسكندر في فقدان الحماس، حيث كانوا مرهقين و أصبحوا قلقين بخصوص العودة لرؤية ذويهم في اليونان من جديد.
زد على ذلك أن الاسكندر بدأ يتصرف كالحكام الشرقيين: حيث أصبح يلبس الثياب الفارسية و يطلب من رجاله أن يقبلوا يده عند التسليم عليه: و كانت تلك كل مظاهر الاستبداد المشرقي الذي جاء جنوده للقضاء عليها. خلال حملته ضد الهند، أصيب الاسكندر بجح عند حصار مولتان، مما أنهى حملته تلك، فعاد إلى بابل في حالة صحية منهكة، و بعد سنتين من ذلك توفي لأسباب غامضة.
عملة الإسكندر الأكبر مع قرون في رأسه.
يتم ذكر الاسكندر الأكبر كأعظم قائد في التاريخ. حيث استطاع التغلب على
إمبراطورية الفرس القوية عندما كان عمره لا يتجاوز 25 سنة. و لم يكن الاسنكدر رجل حرب فقط، بل كان يبني المدن أيضا، حيث قام بإنشاء أكثر من عشرين مدينة، والتي سمي أغلبها 'الإسكندرية' تيمنا باسمه، و منها مازال مزدهرا إلى اليوم.و تعتبر مدينة
الإسكندرية في مصر أشهرها، لكن هناك إسكندرية أيضا في آريا (هرات الحالية في افغانستان)، الإسكندرية إشات، و التي تعني 'الإسكندرية الأقصى' (خجند الحالية في طادجكستان)، الإسكندرية في العراق، و الإسكندرية آد اراكوسيوم في افغانستان ( و تدعى الآن قندهار، و هي اختصار لاسكندهار).
بعد وفاة الاسكندر، تم نسج العديد من الأساطير حول إنجازاته، حيث عرف في الشرق الأوسط بـ "ذو القرنين"، و يرجع هذا اللقب إلى الأيقونة التي يستخدمها الاسكندر و التي تظهر قرنين بارزين من رأسه. و مع بدء انتشار المسيحية بشكل واسع في الشرق الأدنى، بدأت تاريخ الاسكندر يتداخل مع الأساطير الإنجيلية. و هكذا، في القرن الأول بعد الميلاد قام الكاتب اليهودي جوسيفوس بذكر أن الاسكندر الأكبر قد قام ببناء بوابة حديدية في نهاية الأرض لحبس جيوش يأجوج و ماجوج من العهد القديم. و توجد أيضا رواية أخرى لهاته القصة في القرآن.(18:83ـ98)