مصر البطلمية
قم بتمرير مؤشر الفأرة على ميزات الخريطة للمزيد من المعلومات |
بدأت سيطرة الإغريق على مصر في عام 332 ق.م وذلك عندما قام الإسكندر المقدوني العظيم بالإطاحة بقادة الفرس وتأسيس الاسكندرية كالعاصمة الإغريقية في مصر. وأظهر الإسكندر احتراما كبيرا للتقاليد والثقافات المحلية، بل وإنه قام بزيارة معبد آمون (المعروف في الوقت الحاضر بسيوة) حيث توج وريثاً للإله أمون رع. ومع أن الإسكندر كان يدخل جوانباً من الثقافة اليونانية (أو الهنلستية) فقد سمح للمصريين بممارسة الكثير من وظائفهم الادارية ولسنوات طويلة إلا أن الإدارة المحلية والإدارة العسكرية كانتا منفصلتين. منارة الإسكندرية العظيمة، إحدى عجائب الدنيا السبع للتاريخ القديم. وتم في مكتبة الإسكندرية العظيمة ترجمة العهد القديم من اللغة اليونانية للمرة الأولى، أو ما يسمى بالسبعينية، فوفقاً للتراث اليهودي قام بطليموس الثاني بدعوة 72 عالماً يهودياً وتركهم في غرف منفصلة وأوكل إليهم مهمة كتابة التوراة باللغة اليونانية، وقيل أن أعمالهم كانت متماثلة تقريبا، وقد أدت ترجمة العهد القديم إلى اليونانية إلى انتشار قصصه في منطقة البحر الأبيض المتوسط ويعتقد بأنه كان لها أثر كبير على انتشار المسيحية في المنطقة بعد عدة قرون، ومع ذلك لم تكن اليهودية الدين الوحيد الجديد الذي أثر على ثقافة الإسكندرية العظمى، فقد أرسل امبراطور الهند البوذي، أشوكا العظيم، مبشرين بوذيين إلى محكمة بطليموس الثاني وتم اكتشاف مقابر بوذية في الإسكندرية في تلك الفترة، ويعتقد حتى أن بعض الفلاسفة اليونانيين البطالمة تأثروا بالديانة البوذية في ذلك الوقت وأثروا بالمقابل على نشوء الديانة المسيحية. ومع ذلك، لم تخل مصر البطلمية من نقاط ضعف. لقد أراد البطالمة مد نفوذهم السياسي والعسكري في بقية العالم الإغريقي، مما يعني الحاجة لامتلاك قوة عسكرية بحرية قوية، ولكن مصر كانت تفتقر إلى الخشب المستخدم في صناعة الأساطيل ولذلك اضطر البطالمة أن يسيطروا على الغابات في مناطق الشرق الأدنى مثل كيليكيا وفينيقيا وقبرص، ومع ذلك، طالب السلوقيين، ورثة الاكسندر العظيم الآخرين، بالأراضي مما أدى إلى حرب مستمرة بين الجانبين وبالتالي ضعفت قواهما على المدى البعيد. وقد عرف البطالمة بزواج الأقارب حيث يتزوج عادة الإخوة بالإخوات وذلك للسيطرة على القوى السياسية. ويقال أن كليوبترا كان لها ستة أجداد فقط حيث يكون للفرد 16 جد على الأقل، فقد ساهم زواج المحارم بلا ريب في انحدار نسل العائلة، فقد جار الحكام لاحقاً وقاموا بتوسيع سلطتهم وخاصة على صعيد مصر الذي كان منعزلاً نوعاً ما عن التأثير الإغريقي إلى ذلك الوقت، ومع قرب نهاية حكم البطالمة على مصر ظهرت صراعات عائلية أشعل الشعب انتفاضات هددت أمن المملكة، وبحلول الوقت الذي بدأ فيه الرومان بتعزيز شوكتهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط كانت نهاية حكم البطالمة وشيكة، وختم كليوباترا وأنطوني قصة البطالمة، ففي عام 30 ق.م غزا الجيش الروماني الاسكندرية وانتحرت كليوبترا، وبهذا انتهى حكم الإغريق في مصر مع أن جوانباً عدة من الثقافة الإغريقية أو الهلنستية استمرت تحت الحكم الروماني. |
|